في عام 1969 اقترح باولبي ان العلاقة بين الطفل و مقدم الرعاية (المنشئة في فترة الطفولة) يمكن ان تؤثر علي تطور الطفل و تؤدي الي نتائج سلوكية في مرحلة لاحقة من العمر، في مفهوم عرف بنظرية التعلق، و قد دعمت هذه النظرية بالكثير من الابحاث التي حددت ان الشباب الذين يظهرون مشاكل سلوكية مضادة للمجتمع غالبا ما يكون لديهم مظهر من التعلق غير الآمن الذي يتميز بالاجتناب/الرفض، المقاومة/الانشغال او السلوكيات المشوشة، كما ان الشباب الذين يظهرون السلوكيات المضادة للمجتمع يمكن ان يفرضوا كلفة باهظة علي المجتمع نتيجة حاجتهم للدعم الصحي و الاجتماعي و الاقتصادي في مرحلة الرشد، والآن يدرس الباحثون ان كان التعلق غير الآمن وراء السلوك المضاد للمجتمع يسهم او حتي يضيف الي تلك التكاليف.
شملت الدراسة التي قام بها باكمان و زملاؤه اطفالا يظهرون سلوكا مضادا للمجتمع متوسطا (وعددهم 85) او عاليا جدا (وعددهم 89) في سن 3-9 اعوام، وسجل الباحثون التكلفة الصحية و الخدمية الممنوحة لكل طفل، كما قيموا مستوي التعلق نحو الام و الاب، وحصلوا علي تقارير لمشكلاتهم السلوكية و عنادهم و السلوك الجانح في عمر ما بين ال 9 و 17 عاما، ووجدوا ان التكاليف كانت اكبر بشكل ملحوظ في الشباب الذي يظهر تعلقا غير آمنا بالمقارنة بهؤلاء الذين يظهرون تعلقا آمنا نحو مقدمي رعايتهم، و من المثير للاهتمام ان الفرق في الكلفة بين المجموعتين كان اكبر في هؤلاء ذوي التعلق غير الآمن بآبائهم عن امهاتهم، و بقت النتائج ذات دلالة احصائية حتي بعد التحكم في دخل الاسرة و تعليمهم،مستوي الذكاء و شدة السلوك المضاد لللمجتمع، و يستنتج الباحثون ان التعلق غير الآمن و خاصة بالآباء يتنبأ بكلفة المجتمع لهؤلاء الشباب الاكثر عرضة
وفي تعليق مصاحب، شرح هوارد ستيل في مركز ابحاث التعلق ان التدخلات التربوية المبكرة التي تهدف الي تقوية العلاقة بين الطفل و مقدم الرعاية من الارجح ان تؤدي الي تحسين النتائج في الاطفال في مراحل عمرية لاحقة و تقلل من عبئ الكلفة المصاحبة للتعلق غير الآمن علي المجتمع، وبناءا علي هذه البينات فيبدو ان هناك حاجة لمبادرات سياسة اجتماعية تهدف الي تمكين الآباء علي وجه خاص
بالاشارة الي
القاموس اللغوي
السلوك التجنبي/الرافض : غالبا ما يظهر الاطفال و الرضع المصابون بذلك رفض للعلاقات القريبة و يلجأون الي الحفاظ علي مسافة عاطفية بينهم و بين الآخرين ، وقد يلجأ هؤلاء الاطفال الي الاخرين طلبا للتفريج في حالة الضيق العاطفي
السلوك المقاوم/المنشغل: غالبا ما يكون الاطفال و الرضع المصابون بذلك في حالة من الضيق الشديد في حالة فصلهم عن مقدم الرعاية و لكن لا يفرج عنهم رجوع مقدم الرعاية اليهم، فيستمر الضيق و يمكن ان يأخذ اشكالا من الصياح او نوبات الغضب، وقد يظهر الطفل ايضا سلوكا غاضبا نحو مقدم الرعاية لانه لا يثق ان مقدم الرعاية هو قاعدة الأمن
السلوك المشوش: يظهر الاطفال و الرضع المصابون بذلك سلوكا مترددا و غير معتادا نحو مقدم الرعاية، فمثلا قد يلجأ الطفل او يجري نحو مقدم الرعاية فقط لكي يتشاجر معه او يهرب منه مجددا
المراجع
1Bowlby, J. Attachment (1969) separation (1973) loss (1980). Trilogy of books. London: Penguin Books.
2Fearon, F.P. et al. (2010), The significance of insecure attachment and disorganization in the development of children’s externalizing behavior: A meta-analytic study. Child Dev. 81: 435-456. doi: 10.1111/j.1467-8624.2009.01405.x
3Target, M. et al. (2003), Attachment representations in school-age children: the early development of the Child Attachment Interview (CAI). J. Child Pyschother. 29:171-186. doi: 10.1080/0075417031000138433.
4Parsonage, M. et al. (2014). Building a better future: The lifetime costs of childhood behavioural problems and the benefits of early intervention. London: Centre for Mental Health. Accessible from: https://www.centreformentalhealth.org.uk/sites/default/files/2018-09/buildingabetterfuture.pdf
5Scott, S. et al. (2001). Financial cost of social exclusion: Follow up study of antisocial children into adulthood. BMJ, 323, 191. doi: 10.1136/bmj.323.7306.191.